بتول فواز- خاص ليبانون تايمز
يختلف نظامنا الغذائي باختلاف فصول السنة، وذلك يعود إلى تنوُّع المأكولات المتوفرة في كل فصل، فانخفاض درجات الحرارة يزيد من حاجة الجسم للطاقة، وهذا ما نواجهه في الأيام الباردة، مما يزيد الرغبة بالجلوس أمام التلفاز بجانب التدفئة، مع وجود طبق من الأطعمة التي تشعرنا بالدفء، مثل: الحلويات الساخنة كالسحلب، المشروبات الساخنة عالية السكر مثل الشوكولا الساخنة، إضافةً إلى وجود منتجات الطحين الأبيض التي تمدنا بالطاقة السريعة كالكيك والمعجنات، وهنا تبدأ معركة زيادة الوزن.
في هذا الصدد، أكدت أخصائية التغذية آية عليق، في حديث خاص لموقع ليبانون تايمز، أن عملية إكتساب الوزن في الشتاء تعود إلى تناول وجبة العشاء مرتين كحدٍ أدنى، نظراً لطول الليل وقُصر النهار في هذا الفصل، أو تناول ما يسمى بالـ”وجبات الخفيفة” ذات السعرات الحرارية العالية (كالكستناء، البطاطا الحلوة..).
وأشارت إلى شعور الجسم بالبرد في هذا الفصل، مما يخوّله تلقائياً إلى طلب ما يمدّه بالدفء من مأكولات، ألا وهي السكريات، وأضافت: يمكننا الإستعاضة بالمشروبات الساخنة الصحية (شاي-زهورات-يانسون..)، دون إضافة سكر إليها، لأنها تكون بمثابة سعرات حرارية مخفية.
ولفتت عليق إلى وجود مأكولات عدة تمد الجسم بالطاقة ولا تكسبه وزناً زائداً، كخبز الشوفان المُرفق بمشتقات الألبان والأجبان، في وجبتي الغذاء والعشاء، باعتبار أنه نوع من أنواع الكربوهيدرات التي لا يمتصها الجسم بسرعة، كونها تندرج تحت صنف “القمحة الكاملة”، وفيما خص وجبة الغذاء فيمكن اللجوء إلى شوربة الخضار.
وتوجهت للأشخاص الذين يشتكون من عدم قدرتهم على الجلوس دون طعام في ليل الشتاء الطويل، بالقول: يمكنكم تناول الذرة (البوشار قليل الزيت)، أو صحن جزر وحامض، كوب من اللبن والخيار، فول وحامض، فهذه المأكولات تحتوي على سعرات حرارية جداً خفيفة، وتمد الجسم بالطاقة اللازمة لاستكمال ما تبقى من يومه.
كما شددت أخضائية التغذية على عدم وجود نظام صحي واحد يلائم كل الأشخاص والفئات العمرية، خاصةً إذا كان الفرد يعاني من أمراض كالسكري والضغط، مضيفةً: هناك قواعد عامة تستطيع الفئات كافة الاستفادة منها، للحفاظ – أقلّه- على وزنهم الحالي:
• وجبة الفطور: توفُّر كمية نشويات متوسطة، ويجب ألا تكون خالية من البروتينات.
• وجبة الغذاء: يجب أن تكون غنية بالبروتينات بالدرجة الأولى، مع كمية قليلة من النشويات، ونسبة عالية من الخضراوات.
• أما الوجبات الغذائية مابين الوجبات، يجدر أن تتراوح سعراتها الحرارية ما بين 100-150، حسب الأشخاص (مكسرات- كوب لبن- 1\2 فاكهة أفوكا- الذرة)
• وجبة العشاء: متوسطة الكربوهيدرات، ونسبة عالية من البروتينات، خاصة للأشخاص الذين يترددون إلى النادي الرياضي، ليمد العضل بالغذاء المناسب له، أما الأشخاص الذين لا يترددون إلى النادي فبإمكانهم تناول وجبة العشاء كالفطور.
وتابعت: وجبة العشاء تختلف من شخص إلى آخر، خاصةً ما إذا كان مُصاب بأي مرض، فمريض السكري يجب أن يأخذ وجبة معتدلة النشاء، لكي لا يُصاب بهبوط في معدل السكر بالدم.
وأكدت وجوب مزاولة الرياضة في الشتاء لحرق السعرات الحرارية كافة فور دخولها إلى أجسامنا، كرياضة المشى والركض، وما يسمى بـ “تمارين المقاومة” كونها تزيد من معدل نبضات القلب، حينها يشعر الجسم بالدفء.
وختمت بالقول: النظام الغذائي الصحي يساهم في تخفيض معدل الدهون في كل أقسام الجسم، والرياضة تساهم في هندسة منطقة واحدة في الجسم بحسب ما يحتاجه كل فرد للتحسين، إذا النظام الغذائي الصحي والرياضة، عنصران متلازمان لا غنى عنهما، ولا نستطيع الإعتماد على واحد منهما بشكل منفصل عن الآخر.
فصل الشتاء يشكل تحدياً للفرد الذي يرغب بالتوفيق بين قوام رشيق، ونظام غذائي عادل نوعاً ما، يحاكي متطلبات الجسد والبرد في آنٍ واحد، فما على الشخص إلا أن يلتزم بنظام غذائي يعتمد على مكونات فصل الشتاء الشائعة من فاكهة وحبوب ومشروبات، بطريقة صحية ومعتدلة.